img
img

الاستبداد في أمة الإسلام ولماذا صمت الشعوب؟

img
منصة أفق السياسة

الاستبداد في أمة الإسلام ولماذا صمت الشعوب؟

إن هذه السجون السوداء  ماهي إلا امتداد لسجون الاستبداد والمرض والجهل والخوف، وإن هذا التوحش الذي تحمله الشعوب العربية والإسلامية الأن، هو امتداد لتربية النُظم الاستبدادية، والفرقُ الوحيد أن الغطاء هنا  وهناك سياسي. 

 إن أكثر ما أثار حفيظتي هو فعل الركوع، لماذا الركوع؟ لماذا الشعوب تصمت وتركع أمام الجهل والظلم والاستبداد؟  لماذا يمارس الجميع ديكتاتوريتهم وتسلطهم ضدنا؟  لماذا الشعوب تستجيب وترضا بهذا الهوان؟، لماذا الشعوب تجد اللصوص في القصور والملابس الأنيقة وعلى شاشات التلفاز وعلى منابر الإعلام والسياسة في حين أن هذه الشعوب غالبيته يسكنون بيوت كالقبور ويعالج في مشافي لا تليق بأدمية الإنسان ولا الحيوان حتى؟.

 ولكن أكثر ما يستفزنى أن هذه الشعوب العربية بالخصوص تجيد التصفيق الحار لكل ديكتاتور يجيد الضرب بالسوط، ومن ثم  تنادي بالروح بالدم نفديك، والأصعب أنها لا تمتلك روحها ولا دمها ولا حتى صوتها إلا وقت الحاجة إليه لتمثل الأنظمة الديكتاتورية أمام سادتها من قوي العالم والسياسة. 

أنها تعيش وهم الديمقراطية وأن شعوبهم أحرار ولكنهم في الأصل مجرد أصوات وأرقام وقطيع من العبيد في سجن فسيح، يعيشون خيبة كبيرة في داخلهم.

 يعرفون أن الأوطان ليست ملكا لهم، يعرفون أن صوتهم ليس له قيمة إلا في صندوق الاستبداد، يملأ الخوف داخلهم لربما يسمع مخبرين الاستبداد ما يحاك بداخلهم فيصبح الضياع مصيرهم والاعتقال عقابهم، شعوب من الاستبداد تتصيد لحظات الفرح والمرح حتى ولو كان خطأ ولو كان بدون هدف أو قضية ليشعروا ذاتهم بأنهم بشر كمثل باقي البشر، لا يؤمنون بداخلهم بشىء اسمه ملكية عامة لأنهم محرمون من هذه الملكية وتعطي لهم كأنها هبة أو عطايا من عطايا الملوك، فيتصيدون أي فرصة ليشفون غليلهم ويأخذون جزء بسيط من حق لهم قد سلبه أهل الاستبداد وعصابته وتمتعوا به ومنعوه عن أصحابه الحقيقيين، فعندما وجدوه أصحابه الحقيقيين لم يخطر لهم ببال مفهوم الحلال والحرام أو الملكية ومقدرات الدولة لأنهم يشعرون أنهم ضيوف هذه الأوطان وأنهم لا يملكون أي شىء في وجه الاستبداد إلا حديث النفس والدعاء عليهم أو اغتنام فرصة لأخذ بسيط من حقوق لهم مسلوبة كماسورة بنزين أو قطعة آثار  مهربة أو ما شابه ذلك، ولكن في النهاية سيصبحون حتى هم الضحية والمستبدين أبطال ورموز السياسة و الوطنية ولا يرون هؤلاء غير أنهم عبيد ومخربون حاولوا نهب ممتلكاتهم الواسعة.

بقلم الدكتور عبداللطيف مشرف. دكتوراة في التاريخ السياسي

تعليقات

الكلمات الدلالية