حقوق الإنسان في الاسلام والحرية الإنسانية - بالمعنى الفردي والجماعي والاجتماعي - في عرف الإسلام - واحدة من أهم "الضرورات" - وليس فقط "الحقوق" - اللازمة لتحقيق إنسانية الإنسان. بل إننا لا نغالي إذا قلنا: إن الإسلام يرى في "الحرية" الشيء الذي يحقق معنى "الحياة" للإنسان.
حالة الخوف والهلع من فيروس «كورونا» والخشية من انتشاره في الوطن العربي
إن الحق في الحياة هبة من الله سبحانه وتعالى للإنسان ، له قدسيته التي منحها إياه الإسلام ولكي لا يتعرض للاعتداء من الآخرين أحاطته الشريعة الإسلامية بعدّة ضمانات تكفل حمايته من خلال حفظ النفس وتحريم الإجهاض للجنين كما أنها حرّمت قتل النفس الانتحار وحرمت ما يسمى بالموت الرحيم – الشفقة- ، غير أنه إذا تعرض هذا الحق للاعتداء بغير وجه حق خاصة فيما يتعلق بإزهاق الأرواح ، فرضت الشريعة عقوبات تتمثل في عقوبة الإعدام – القصاص- ،كإجراء ردعي لإحقاق العدل وبعث الحياة بين الناس، غير أن هناك من يدعو إلى إلغاء القصاص الذي يشكل انتهاكا صارخا للحق في الحياة إذا ماساهم إلغاءه في نشر الانتقام وإهدار الحقوق العامة المتعلقة به، وبما أن الشريعة الإسلامية حريصة على ما يسمو بالنفس البشرية، فقد جعلت سبلا لحفظ النفس البشرية ، كما كانت قمة في العدالة الإنسانية بإسقاط القصاص بالعفو في مواضع تتماشى مع حماية حقوق الإنسان وحرياته وخاصة الحق في الحياة .
تُعتبر آلية تمرير المساعدات الدوليّة للسوريين عبر الحدود من أكثر القضايا الإنسانية عرضة للابتزاز والاستغلال السياسي، حيث تتكرر الصفقات والتنازلات الأممية لصالح النظام الروسي مع كل مشروع تمديد لها، وكان آخرها التمديد الأخير للعمل بهذه الآلية بموجب قرار مجلس الأمن الدولي رقم «2672» لسنة 2023 الذي مدّد العمل بها لمدة ستة أشهر فقط، وقد حمل في طياته إنذارا بأنّه آخر تمديد لهذه الآلية والتوجّه لزيادة مشاريع التعافي المبكر في سورية، وبالتالي الخضوع للمطالب الروسيّة في وجوب تمرير المساعدات الإنسانية عبر خطوط التماس، لتتحوّل المساعدات الإنسانيّة إلى رميات تماسّ ومصير الفئات المستهدفة الجوع ثم الركوع.
غالباً ما تكشّف لنا النوازل والحوادث عن قضايا مستجدة لم نعهدها من قبل؛ تسترعي وتستدعي اهتمامنا بالبحث والدراسة من زاوية شرعية وإعلامية وأخلاقية، وحادث الزلزال الذي ضرب شمال غرب الأراضي السورية وجنوب تركيا، تمخض عنه مسألة غاية في الحساسية؛ وهي آداب وأخلاقيات التعامل مع خصوصية الضعفاء تحت الأنقاض والهدم؛ إذ لا حول لهم ولا قوة في التعبير عن إرادتهم والتّحكم في تصرفاتهم وأفعالهم.
اكتب مراجعة عامة