إن الحق في الحياة هبة من الله سبحانه وتعالى للإنسان ، له قدسيته التي منحها إياه الإسلام ولكي لا يتعرض للاعتداء من الآخرين أحاطته الشريعة الإسلامية بعدّة ضمانات تكفل حمايته من خلال حفظ النفس وتحريم الإجهاض للجنين كما أنها حرّمت قتل النفس الانتحار وحرمت ما يسمى بالموت الرحيم – الشفقة- ، غير أنه إذا تعرض هذا الحق للاعتداء بغير وجه حق خاصة فيما يتعلق بإزهاق الأرواح ، فرضت الشريعة عقوبات تتمثل في عقوبة الإعدام – القصاص- ،كإجراء ردعي لإحقاق العدل وبعث الحياة بين الناس، غير أن هناك من يدعو إلى إلغاء القصاص الذي يشكل انتهاكا صارخا للحق في الحياة إذا ماساهم إلغاءه في نشر الانتقام وإهدار الحقوق العامة المتعلقة به، وبما أن الشريعة الإسلامية حريصة على ما يسمو بالنفس البشرية، فقد جعلت سبلا لحفظ النفس البشرية ، كما كانت قمة في العدالة الإنسانية بإسقاط القصاص بالعفو في مواضع تتماشى مع حماية حقوق الإنسان وحرياته وخاصة الحق في الحياة .
يفصلنا عن الاحتفال باليوم العالميّ لحقوق الإنسان شهرٌ واحد من الآن؛ حيث تم تخصيص العاشر من كانون الأول/ديسمبر مِن كل عام ليكون يوماً عالمياً يعبّر عن كرامة الإنسان وأحقيّته في الاعتقاد والحريّة والممارسات، وهذه الحقوق كما ذكرَتها منظمة الأمم المتحدة؛ حقوق مُتأصّلة في البشر جميعهم مهما كانت جنسيتهم أو مكان إقامتهم أو نوع جنسهم أو أصلهم الوطني أو العرقي أو لونهم أو دينهم أو لغتهم أو أي وضع آخر، فالجميع متساوون في هذه الحقوق الإنسانيّة دون تمييز، كما أنّ هذه الحقوق مترابطة وشمولية وغير قابلة للتجزئة!
عرفت البشرية عبر تاريخها عدة أنواع من الحروب التي نجم عنها المعاناة والأهوال والممارسات الوحشية والتي تم اقترافها أثناء النزاعات المسلحة وبعدها طالت المقاتلين وغيرهم من المدنيين خاصة النساء والأطفال والمسنين ومن بين تلك الممارسات ظاهرة الابعاد والتهجيرالقسري
اكتب مراجعة عامة